أخر الاخبار

آلية تطور السرطان

آلية تطور السرطان

يتحدث المقال عن آلية تطور السرطان، حيث يتم شرح خطوات تحول الخلية ومميزات الخلية السرطانية وتطور الورم. كما يتم شرح دور جهاز المناعة في محاربة السرطان وأهمية فهم آليات عمله لتطوير علاجات فعالة للسرطان
تحول الخلية، الخلايا السرطانية، تطور الورم، المعالجة الكيميائية، المناعة، الأورام الخبيثة، الشبكة اللمفاوية، السرطان، الجينات، العلاج، الخلايا السليمة، المكافحة، الخلايا الجذعية، النمو، الوراثة، الدورة الخلوية، السرطان الثدي، المضادات الحيوية، الإشعاع، الورم اللمفاوي

خطوات تحول الخلية

    يتطور السرطان عبر 3 خطوات مختلفة تم تحديدها فيما يلي:

  •  الخطوة الأولى، عندما يقع خلل على مستوى الحمض النووي للخلية الطبيعية فتتحول إلى خلية شاذة.
  •  الخطوة الثانية: عندما تنمو الخلية المتحولة وتتكاثر فتكون مجموعة من الخلايا المتحولة, الشاذة والمتطابقة.
  •   الخطوة الثالثة: عندما تكتسب الخلية الشاذة خصائص الخلية السرطانية: حيث تتكاثر بطريقة فوضوية، وتفقد جزئيا طابعها الخاص والمتميز - هويتها المرتبطة بالنسيج الذي تنتمي إليه -.

    يحدث هذا التطور أولا محليا، ثم يمكن أن ينتشر عن طريق الأوعية الدموية واللمفاوية إلى أماكن أخرى في الجسم حيث تتشكل مواضع ثانوية لسرطان. 

مميزات الخلية السرطانية

    يمكن أن يستغرق تحول الخلية الطبيعية إلى خلية سرطانية عدة عقودا، في نهاية هذا التحول، تكتسب الخلية السرطانية عددا من الخصائص:

  •  استقلالها عن الإشارات التي عادة ما تنظم - تعزز أو تمنع - نموها وانقسامها،
  •  قدرتها على الانفلات من عملية موت الخلايا المبرمج،
  •  قدرتها على الانقسام غير المحدود.

من الخلايا السرطانية إلى الورم

    عند اكتساب الخلية السرطانية للخصائص السالفة الذكر، تقوم هذه الأخيرة بتكوين أوعية دموية جديدة من شأنها تزويد الورم بالأكسجين والمواد المغذية، وهذا ما يسمى ب: تولد الأوعية، تعتبر هذه الخطوة حاسمة، فبدون إمدادات الدم، لا يمكن للورم أن ينمو أكثر من عُشر المليمتر. بالإضافة إلى ذلك، تصبح الخلايا السرطانية قادرة على اختراق الأنسجة السليمة القريبة منها والهجرة إلى أعضاء أخرى من الجسم.

    يتكون الورم دائما من تكتل الخلايا السرطانية والخلايا الطبيعية، إلا أن الخلايا السرطانية لها القادرة على إفساد الخلايا الطبيعية المحيطة بها واستخدامها لصالحها...

    تحاول الأبحاث الحالية فهم هذه التفاعلات بشكل أفضل من أجل تطوير عقاقير جديدة تمنع هذه الآليات، كما هو الحال مع تطوير الأدوية المضادة لتولد الأوعية التي تمنع تكوين الأوعية الدموية حول الأورام الشيء الذي يجعلها تتقلص وتموت، وذلك بسبب حرمانها من الطعام والأكسجين.

    ملحوظة :عندما تتحول الخلايا الطبيعية إلى خلايا سرطانية فإنها تفقد هويتها، أو بعبارة أخرى: فإنه تفقد خصائص خلايا النسيج الذي تنتمي إليه.
    في الواقع، يتكون جسمنا من حوالي 200 نوع من الخلايا التي تختلف في وظيفتها أو تخصصها، فخلية الجلد على سبيل المثال، ليس لها نفس خصائص خلية عضلة القلب، ومع ذلك، فإن الخلل الجيني المتكرر الذي يلحق بهذه الخلايا ـ الطفرة ـ يحولها كثيرا فتفقد بذلك العديد من خصائصها الأصلية.
    عندما يتم اكتشاف السرطان في مرحلة متقدمة، يحدث أن الطبيب الشرعي - الطبيب المسؤول عن التحليل المجهري - لا يستطيع تحديد أصل الخلية السرطانية الأم - الموضع الأولي الذي نشأ فيه السرطان -  يسمى هذا الورم: ب: الورم غير المتمايز.
    وعلى العكس من ذلك، تتكون بعض الأورام من خلايا تختلف قليلا عن الخلايا الأصلية للأنسجة السرطانية الأم، ويشكل فقدان الخصائص الأصلية لخلايا النسيجية التي يتكون منه الورم، أحد المعايير العدوانية للورم ويطلق عليه اسم: "الورم المتمايز.

جهاز المناعة: حاجز الدفاع الطبيعي

    لا تؤدي جميع الأورام إلى ظهور سرطانات بإمكانها أن تشكل خطورة على أجسامنا، فجهاز المناعة عندنا يمتلك خلايا متخصصة لها القادرة على اكتشاف الخلايا غير الطبيعية والقضاء عليها، تسمى هذه الخلايا ب: الخلايا القاتلة.
    لا يتطور السرطان إلا إذا تدهورت هذه الدفاعات المناعية

ما هو جهاز المناعة؟
    يتكون جهاز المناعة من خلايا، أنسجة، أعضاء لمفاوية وشبكة لمفاوية.
    تتمثل وظيفة الجهاز المناعي في:

  • التعرف على الجسيمات الغريبة كالبكتيريا والفيروسات على سبيل المثال...
  •  التحكم في تلك الخلايا وتدميرها قبل أن تؤثر على أجسامنا.
    يمكن مقارنة جهاز المناعة بجيش في حالة تأهب دائم، وتكمن مهمته في حماية أجسامنا ضد الهجمات الخارجية والداخلية المتكررة، وبفضله يتمتع معظم الناس بصحة جيدة في جل أوقاتهم, فعندما يمرض شخص ما بالعدوى على سبيل المثال، فإنه عادة ما يكون قادرًا على التعافي في وقت قصير نسبيًا
  • يتضمن جهاز المناعة آليات دفاع غير محددة من نوع الدفاع الالتهابي: نتحدث عن استجابة مناعية فطرية أو طبيعية. كالجلد والأغشية المخاطية للأنف والفم ... وهي الأسوار الأولى الدفاعية لجهاز المناعة لدينا.
  •  كما يتضمن الجهاز آليات دفاع محددة، مثل مضادة الأجسام التي تنتجها الخلايا اللمفاوية، حيث يتعرف الجهاز المناعي على الجسيمات الغريبة والخلايا غير الطبيعية أو السرطانية من خلال مستقبلات موجودة على أغشية جميع الخلايا، سواء كانت طبيعية أو خبيثة. ويمكنه مقارنة مجموعة من هذه المستقبلات ببطاقة هوية الخلية، إذا لم يتعرف الجهاز المناعي على بطاقة هوية الخلية كبطاقة صالحة، فإنه يتفاعل ضدها ويقوم بتوجه مضادة الأجسام التي تحملها خلاياه نحوها والهجوم عليها. يرتبط كل جسم مضاد بشكل خاص بنوع واحد من المستقبلات ويتعرف عليه مثلما يعمل القفل مع مفتاح واحد فقط.
 ما هي الشبكة اللمفاوية؟
    تتكون الشبكة اللمفاوية من سلسلة من القنوات الدقيقة التي تسمى ب: الأوعية اللمفاوية، وتتفرع هذه الأوعية في جميع أنحاء الجسم.

    تحمل الأوعية اللمفاوية خلايا الجهاز المناعي والخلايا اللمفاوية بواسطة سائل يسمى ب: السائل اللمفاوي.
العقد اللمفاوية
داخل هذه الشبكة اللمفاوية الكبيرة توجد مجموعات صغيرة من الأعضاء  تسمى ب: العقد اللمفاوية وهي عبرة عن كتل صغيرة من الأعضاء على شكل كرات صغيرة تحتوي على خلايا اللمفاوية والماكروفاجات، وتعمل على تنقية اللمفاويات ومكافحة العدوى والأمراض. وتوجد بالعديد من الأماكن في الجسم مثل الرقبة والإبط والجزء الخلفي من البطن والفخذ والحوض
إنتاج مضادات الأجسام
عندما يتعرض جسمنا إلى الغزو عن طريق البكتيريا، الفيروسات أو أي مواد غريبة أخرى يقوم جهاز المناعة بالتعرف عليها وإعطاء أوامره إلى الغدد اللمفاوية وأعضائه المختلفة مثل: الطحال واللوزتين ونخاع العظام والغدة الصعترية بإنتاج مضادات الأجسام. الخاصة بتلك الأجسام الدخيلة.
تورم الغدد اللمفاوية
تتورم الغدد اللمفاوية عادتا عندما يتم إنتاج عدد كبير من مضادات الأجسام بواسطة أكثر من عقدة لمفاوية، وفي بعض الأحيان يمكن أن تصبح مؤلمة. على سبيل المثال، عندما يكون لديك التهاب في الحلق، يمكن أن تصبح العقد اللمفاوية تحت الفك والرقبة كبيرة ومؤلمة. في معظم الأحيان، تكون الغدد المتورمة علامة على ردة فعل الجهاز المناعي، وغالبًا ما تكون مرتبطًا بالعدوى 

الكتب المرجعية:

Hanahan, D., & Weinberg, R. A. (2011). Hallmarks of cancer: the next generation. cell, 144(5), 646-674.
Siegel, R. L., Miller, K. D., & Jemal, A. (2019). Cancer statistics, 2019. CA: A Cancer Journal for Clinicians, 69(1), 7-34.

المواقع المرجعية:
طابعة المقال
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -