أخر الاخبار

السرطانات بالأرقام

السرطانات بالأرقام

يتحدث المقال عن الإحصائيات حول السرطان في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويسلط الضوء على أهمية الوقاية من السرطان وتشخيصه المبكر وعلاجه، ويدعو إلى العمل المشترك للحد من خطر الإصابة بالسرطان.
الكلمات المفتاحية: السرطان، الإحصائيات، الوقاية، التشخيص المبكر، العلاج، منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

مقدمة: 

    السرطان هو مرض خبيث يؤثر على خلايا الجسم، ويتميز بنمو غير طبيعية للخلايا السرطانية التي تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، مما يؤثر على وظائف الأعضاء الحيوية. ويعتبر هذا المرض من بين الأمراض الأكثر شيوعًا في العالم، وفي هذا المقال سوف نتحدث عن بعض الإحصائيات الحالية حوله.
تتفاوت نسبة الإصابة بالسرطان من دولة لأخرى، ويرجع ذلك إلى عوامل عدة، كالعوامل البيئية والعوامل الوراثية والنمط الحياتي للأفراد. ومع ذلك، تشير الإحصائيات العالمية إلى أنه يمكن لأي شخص أن يتعرض للإصابة بالسرطان. وفيما يلي بعض المعطيات الإحصائيات حوله:

عدد الإصابات: 

    حسب تقرير منظمة الصحة العالمية (WHO) الصادر في عام 2020، فإن عدد الإصابات بالسرطان في العالم تجاوز 19.3 مليون إصابة جديدة، وتوفي 10 ملايين شخص بسبب المرض. وبذلك، يعتبر السرطان ثاني أكبر سبب للوفيات في العالم، بعد أمراض القلب.

أنواع السرطان: 

    يمكن أن يصيب السرطان أي عضو من أعضاء الجسم لدى توجد عدة أنواعه منه، وأكثرها شيوعًا: سرطان الرئة والثدي والقولون والمستقيم rectorum والبروستاتا والكبد. وتتوفر العديد من التقنيات للكشف المبكر عن هذه الأنواع من السرطانات، وتشمل مجموعة من الفحوصات الدورية الطبية منها والمخبرية. 

عوامل الخطورة: 

    هناك العديد من العوامل الخطيرة والمعروفة التي تسبب في الإصابة بالسرطان, نذكر منها: التدخين والتعرض للمواد الكيميائية الضارة والتعرض المطول لأشعة الشمس و العوامل الوراثية. ومع ذلك، يمكن تجنب هذه العوامل الخطيرة من خلال تبني نمط حياة صحي واتباع إجراءات وقائية مناسبة.

نسب البقاء على قيد الحياة:

    تعتمد نسب البقاء على قيد الحياة بعد التشخيص على عدة عوامل، كنوع السرطان ومرحلته وعمر المريض ونمط حياته والعلاج الذي يتلقاه. وتظهر الإحصائيات أن معدلات البقاء على قيد الحياة تختلف حسب النوع والمرحلة، وتتراوح بين 5٪ و99٪.

الوفيات الناتجة عن السرطان: 

يعتبر السرطان من بين الأسباب الرئيسية للوفاة في العالم، حيث يتسبب في حوالي 1 من كل 6 وفيات في العالم. وفي الولايات المتحدة، تشير الإحصائيات إلى أن حوالي 600،000 شخص يموتون سنويًا بسبب السرطان.

التقدم في العلاج: 

تتطور تقنيات علاج السرطان باستمرار، مما يزيد من فرص المرضى للبقاء على قيد الحياة. ومن بين هذه التقنيات العلاجية الجديدة هناك العلاج الإشعاعي الموجه والعلاج الخلوي والعلاج الإيمونولوجي... ويعتمد اختيار العلاج المناسب على نوع السرطان ومرحلته وحالة المريض.
 

الوقاية: 

    بمكن الحد من خطر الإصابة بالسرطان من خلال تبني نمط حياة صحي، ويشمل الإقلاع عن التدخين وتجنب التعرض المفرط للشمس والحفاظ على وزن صحي وممارسة النشاط البدني بانتظام وتناول الأطعمة الصحية والمتنوعة وتجنب التعرض للمواد الكيميائية الضارة في مكان العمل. كما يوصي خبراء الصحة بإجراء الفحوصات الدورية المناسبة للكشف عن السرطان في مراحله المبكرة، مما يساعد على تحديد العلاج المناسب في حالة الإصابة. بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض اللقاحات المتاحة التي تحمي من بعض أنواع السرطان. على سبيل المثال، يوجد لقاح لفيروس الورم الحليمي البشري (HPV) الذي يمكن أن يؤدي إلى سرطان عنق الرحم والأعضاء التناسلية الأخرى، وكذلك لقاح لفيروس التهاب الكبد الوبائي الذي يمكن أن يسبب سرطان الكبد.

التحديات الحالية: 

    تواجهنا حاليا العديد من التحديات في مجال مكافحة السرطان، ومن بينها توفير الوصول إلى العلاج اللازم لجميع المرضى، وتطوير علاجات جديدة وفعالة لأنواع السرطان الشائعة والنادرة، وتحسين جودة الرعاية الصحية للمرضى، وتقليل عوامل الخطورة المؤدية للإصابة بالسرطان، وزيادة الوعي العام حول هذا المرض.

الاستثمار في البحث: 

    يعتبر الاستثمارات في تطوير البحث من أجل  مكافحة السرطان أمرًا ضروريًا لتحقيق التقدم في هذا المجال. ويتمثل هذا الاستثمار في دعم الأبحاث العلمية والتجارب السريرية وتطوير تقنيات العلاج الجديدة والمبتكرة. وتسعى العديد من المؤسسات العلمية والطبية والحكومية منها والخاصة إلى توفير التمويل اللازم لتمويل هذه الأنشطة. وقد أسفر هذا الاستثمار عن تحقيق تقدم كبير في علاج السرطان، حيث تم تطوير عدة علاجات جديدة وفعالة لمكافحة أنواع السرطانات المختلفة.

الإحصائيات حول السرطان في العالم: 

    تعتبر الإحصائيات حول السرطان أمرًا في غاية الأهمية من أجل فهم مدى انتشار هذا المرض وتأثيره على المجتمعات العالمية. وفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2020، فإن السرطان هو ثاني أكبر سبب للوفاة في العالم بعد أمراض القلب، حيث توفي حوالي 9.6 مليون شخص بسبب السرطان في عام 2018.وتختلف معدلات الإصابة بالسرطان في العالم تبعًا للبلدان والمناطق الجغرافية المختلفة، حيث تشهد بعض البلدان معدلات أعلى من الإصابة بالسرطان من غيرها. وتحتل الولايات المتحدة الأمريكية المرتبة الثانية عالميًا من حيث عدد الإصابات بالسرطان، حيث يتم تشخيص حوالي 1.8 مليون حالة جديدة من السرطان كل عام. وتختلف أنواع السرطان التي تشهدها البلدان المختلفة، حيث يعتبر سرطان الرئة وسرطان الثدي وسرطان القولون والمستقيم من الأنواع الأكثر شيوعًا عالميًا، في حين يعتبر سرطان البروستاتا من الأنواع الأكثر شيوعًا بين الرجال في العديد من البلدان. 

 الإحصائيات حول السرطان في الشرق الأوسط:

     تشهد دول الشرق الأوسط بعضًا من أعلى معدلات الإصابة بالسرطان في العالم، حيث تتأثر بالعوامل البيئية، والثقافية، والعادات الصحية، والطبية. وفيما يلي بعض الإحصائيات المهمة حول السرطان في هذه المنطقة: 
  • في العام 2020، توفي حوالي 220 ألف شخص بسبب السرطان في الدول العربية وإيران وتركيا.
  • يُعتبر سرطان الثدي من الأنواع الأكثر شيوعًا في الشرق الأوسط، ويُشكل أكثر من ثلث حالات السرطان النسائية في المنطقة. كما أن معدلات الإصابة بسرطان الثدي تزيد في السنوات الأخيرة بسبب تغير العوامل البيئية والثقافية.
  • يعتبر سرطان الرئة هو الأكثر شيوعًا في الرجال في الشرق الأوسط، وفد تزايد معدل الإصابة به في السنوات الأخيرة.
  • يزداد انتشار سرطان الكبد في المنطقة، ويرجع ذلك إلى ارتفاع معدلات التهاب الكبد الوبائي وارتفاع معدلات الأمراض المرتبطة بالعادات الغذائية غير الصحية وتعاطي الكحول.
  • يُعتبر سرطان القولون والمستقيم من السرطانات الأكثر شيوعًا في دول الخليج، ويرجع ذلك إلى الأسلوب الحياتي غير الصحي والعوامل البيئية والوراثية.
  • تتزايد معدلات الإصابة بسرطان الجلد في المنطقة، ويرجع ذلك إلى التعرض المفرط لأشعة الشمس وقلة استخدام وسائل الحماية منها.

أهمية الإحصائيات حول السرطان: 

    تُعد الإحصائيات حول السرطان أمرًا حيويًا لفهم معدلات الإصابة بالسرطان والعوامل المساهمة فيها، وتحديد الأنواع كما أنها تلعب دورًا هامًا في تحديد السياسات الصحية والاجتماعية في المنطقة، وتوجيه الموارد اللازمة لتحسين الوقاية من السرطان والتشخيص المبكر والعلاج. فعلى سبيل المثال، إذا كانت الإحصائيات تشير إلى ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الثدي، يمكن توجيه المزيد من الموارد لتحسين الوعي الصحي وتشجيع الفحوصات المبكرة وتحسين جودة الرعاية الصحية. ويُمكن أن تساعد الإحصائيات في تحديد العوامل المساهمة في الإصابة بالسرطان، وهذا يُمكن من اتخاذ إجراءات وقائية وتعديل العادات الصحية والبيئية للحد من خطر الإصابة بالسرطان. وإذا كانت الإحصائيات تشير إلى أن التعرض لأشعة الشمس هو العامل الرئيسي في الإصابة بسرطان الجلد، يمكن تحديد سياسات لتشجيع استخدام وسائل الحماية من الشمس وتوعية الناس بأهمية ذلك. وتُعد الإحصائيات حول السرطان أداة مهمة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي، حيث يمكن استخدامها لتحديد الأنواع السرطانية التي تحتاج إلى البحث العلمي والتطور التكنولوجي وتحسين العلاج.

الخلاصة: 

    توضح الإحصائيات أن السرطان يعتبر تحديًا كبيرًا للمجتمع والاقتصاد والصحة العامة في الكثير من دول العالم، حيث يؤثر على حياة الملايين من الأشخاص. وتظهر الإحصائيات أيضًا أن هناك عدة عوامل تؤدي إلى ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان، بما في ذلك العوامل البيئية والعادات الغذائية والسلوكية و العوامل الوراثية.
   يُعد السرطان واحدًا من أكثر الأمراض شيوعًا في العالم ، ولكن الإحصائيات تشير إلى أن تحسين الوقاية والتشخيص المبكر والعلاج الفعال قد يساعد في الحد من انتشار المرض. ومن أجل ذلك، يتطلب الأمر تعزيز الوعي الصحي والتوعية بأهمية الوصول إلى الخدمات الصحية المناسبة وتحسين الرعاية الصحية. كما يتطلب الأمر توفير الموارد اللازمة وتحسين جودة العلاج من خلال البحث العلمي والتطوير التكنولوجي. لذلك، فإن التركيز على هذه الجوانب يمكن أن يحد من تأثير السرطان على الأفراد والمجتمع بشكل عام. .
 الكتب المرجعية:
منظمة الصحة العالمية.
المنظمة الدولية للأبحاث السرطانية.
مراكز السرطان الوطنية.
كتاب السرطان: مرجع شامل للأطباء والطلاب والباحثين لـ ديفيد إي. لونغو، روبرت توجوودو، كينث أ. كينيدي.

المواقع المرجعية:

منظمة الصحة العالمية: https://www.who.int/
المنظمة الدولية للأبحاث السرطانية: https://www.iarc.fr/
مراكز السرطان الوطنية: https://www.cancer.gov/
مؤسسة سلامة السرطانية: https://www.cancersafety.org/

طابعة المقال
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -