أخر الاخبار

دورة الخلية وخللها

دورة الخلية وخللها

يتحدث المقال عن دورة الخلية الطبيعية وخللها وارتباط ذلك بظهور السرطان، كما يشرح الوسائل الوقائية والعلاجية المتاحة، وأهمية دعم المرضى والتوعية بالموضوع.
السرطان، الخلية، دورة الخلية، العلاج الخلوي، الوقاية، العوامل الضارة، الوراثة، التدخين، التغذية، الإشعاع
    تتكون جميع الكائنات الحية نباتات كانت أو حيوانات من عناصر دقيقة تسمى: الخلايا، وتحتوي الجينات التي توجد في داخل الخلايا على المعلومات اللازمة لعملها وذلك بتحدد عدد معين من الخصائص. كل خلية تولد، تتكاثر، تقوم بإحداث خلايا جديدة، ثم تموت وتنقل بعد ذلك الجينات وكل المعلومات التي تحتويها إلى تلك الخلايا الجديدة.
    في بعض الحالات يحدث خلل لبعض جينات الخلية؛ ويشكل ذلك إزعاجا لبرنامج تشغيل الخلية حيث تتصرف هذه الأخيرة بشكل غير طبيعي وعادتا ما يتم إصلاح هذه الخلل أو يتم تحفيز الخلية على الموت التلقائي، لكن في بعض الأحيان يحدث أن تعيش هذه الخلايا المختلة وتقوم بالتكاثر وهذا هوما يسمى بالسرطان: وهو مرض يسببه تعطل برنامج الخلايا الطبيعية في البداية والذي يجعلها تتكاثر بطريقة فوضوية ومفرطة منتجتا كتلة من الخلايا الشاذة والتي تسمى بالورم الخبيث أو السرطان.

ما هي الخلية؟

    الخلية هي الوحدة الأساسية التي تكون أي كائن حي - يتكون الإنسان من عدة مليارات من الخلايا -, وهي أصغر وحدة قادرة على العمل بشكل مستقل، وتعتبر الخلية في الواقع مصنعا حقيقيا ومصغرا توجد به العديد من أنظمة التصنيع, التخزين, النقل وحتى الاتصالات، تسمح هذه الأنظمة للخلية بالتطوير، التمييز، التخصص وأيضًا الانقسام، التكاثر والموت, كل ذلك بطريقة مبرمجة وخاضعة للرقابة، كما تقوم بإنتاج الخلايا الجديدة التي تكتسب بدورها نفس الخصائص المحددة لوظيفتها المستقبلية.
    بشكل مبسط تتكون الخلية من نواة، سيتوبلازم وغشاء يحيط به، تحتوي النواة على الجينات التي تحمل الخبر الوراثي لكل فرد، ويتم تخزينه في داخل 23 زوجًا من الكروموسومات بالنسبة للإنسان.
    يتكون كل كروموسوم من العديد من البروتينات بالأساس ومن الحمض النووي الذي يتكون بدوره من خيطين ملفوفين حول بعضهما البعض بشكل حلزوني.
    أما الجينات فهي عبارة عن سلسلة أو قطعة معينة من الحمض النووي الذي يحتوي على تعليمات دقيقة تساهم في ضبط عمل كل خلية بشكل خاص وبالتالي ضبط وظيفة العضو أو الكائن الحي بشكل عام، وتتم عملية ترجمة التعليمات الواردة في الجينات البروتينية عن طريق رمز يسمى بالشفرة الجينية.

الأداء الطبيعي للخلية: دورة الخلية وانقسامها

    يتكون جسم الإنسان من حوالي 100000 مليار خلية، ويعمل بفضل التوازن المستمر بين إنتاج الخلايا الجديدة وتدمير الخلايا الأخرى.
    تخضع الخلايا لسيطرة آليتين: 
  • دورة الخلية التي تؤدي إلى إنتاج الخلايا الجديدة عن طريق انقسامهاـ
  • دورة الموت المبرمج، وهي عملية تؤدي إلى تدمير الخلايا القديمة أو التافلة.
    باستثناء الخلايا التناسلية (الحيوانات المنوية والبويضات)، تتكاثر جميع الخلايا في أجسامنا بنفس الآلية التي تسمى الانقسام، وتؤدي هذه العملية إلى انقسام الخلية الأم وظهور خليتين أبنتين متطابقتين تمامًا مع بعضهما البعض ومع الخلية الأم.
    تعتمد عملية الانقسام على سلسلة من المراحل التي تجتمع كلها تحت اسم: دورة الخلية, وتتطلب هذه الأخيرة تدخل عدد كبير من الوسطاء، بما في ذلك البروتينات والحمض النووي الريبي RNA.
    تتكون دورة الخلية من 5 مراحل: مرحلة الراحة، ومرحلة النمو الأولى، ومرحلة التضاعف، ومرحلة النمو الثانية، وأخيرًا مرحلة الانقسام: 
  • خلال مرحلة الراحة، لا تبدأ الخلايا في الانقسام إلا عندما تتلقى إشارة بذلك.
  • خلال المرحلة الأولى من النمو، تبدأ الخلية في إنتاج المزيد من البروتينات والحمض النووي الريبي من أجل الاستعداد للانقسام.
  • خلال مرحلة التضاعف، يتم نسخ الحمض النووي للخلية (تخليق الحمض النووي).
  • خلال المرحلة الثانية من النمو، تستمر الخلية في تصنيع البروتينات والحمض النووي الريبي استعدادًا للانقسام.
  • أخلال مرحلة الانقسام, تنقسم الخلية إلى خليتين جديدتين.
    ينقسم اللولب المزدوج للحمض النووي للخلية الأم إلى شريطين ثم يدمج في نواة كل من الخليتين الابنتين.
    بعد الانقسام، يمكن للخلية إما أن تخرج من دورة الخلية حيث تقوم بتدمير نفسها لتموت في النهاية، أو أن تدخل مجددا في مرحلة الراحة وتعود الى دورة الخلية.

ضعف الخلية

    تتم برمجة نقاط التفتيش بين كل مرحلة من مراحل دورة الخلية وذلك من أجل التحقق من أن عملية الانقسام تسير بشكل طبيعي، وهي فرصة للخلية لتحديد حدوث أي خلل في دورتها الطبيعية وإطلاق إجراء تصحيح هذا الخلل عن طريق التدمير الذاتي أو الموت المبرمج.
    نسمي عدم إصلاح الاختلالات وعدم موت الخلية وانقسامها في مراحل دورة الخلية بالطفرة، ويُعتقد أن هناك حاجة إلى حوالي عشر طفرات لظهور مرض السرطان.
    في معظم الحالات تحدث هذه الطفرات على الحمض النووي لخلية جسدية من نسيج معين، على سبيل المثال على الحمض النووي لخلية القولون.
    تحدد الخلايا الجسدية جميع خلايا الكائن الحي التي لا تشارك في التخصيب، أي جميع خلايا الكائن الحي باستثناء البويضات والحيوانات المنوية، لهذا السبب، لن تنتقل الطفرة إلى الأبناء.

الطفرات

    تحدث الطفرات عن طريق الصدفة أوعن طريق التعرض لعوامل مساعدة. 
  • يمكن أن يتخذ الخلل الذي يحدث على مستوى الحمض النووي أشكالًا مختلفة ويؤدي إلى أنواع مختلفة من الطفرات. قد تؤدي هذه الطفرة إلى اختلالات بسيطة في الحمض النووي حيث يتولد عنها تغيرا طفيفا في الشكل وتسمى بالطفرة الصامتة.
  • ويمكن أن تكون هذه طفرات أكثر تعقيدًا حيث ينتج عنها تأثيرات أكثر خطورة.
  • وقد تكون حالات الشذوذ أكثر أهمية حيث يتم فيها حذف أحد الجينات بالكامل أو نقل كلي أو جزئي للكروموسومات، على سبيل المثال، يمكن فصل جزء من أحد الكروموسومات ووضعه على كروموسوم آخر كما يقع في مرض ابيضاض الدم النخاعي المزمن حيث يحدث الانتقال بين الكروموسوم 9 والكروموسوم 22.

طفرة الجينات وارتباطها بظهور السرطان

    تم تحديد ثلاث فئات من الجينات التي يمكن أن تتسبب في بداية عملية ظهور السرطان بمجرد تغييرها بالطفرات، يتعلق الأمر ب: 

  • الجينات المسرطنة الأولية ويكمن دورها في تعزيز التكاثر الطبيعي للخلايا, ويمكن أن يؤدي حدوث طفرة في هذه الجينات إلى تنشيط وظائفها، الشيء الذي يحفز بشكل غير طبيعي تكاثر الخلايا الطبيعية التي تصبح فيما بعد خلايا ورمية.
  • الجينات الزائدة للورم على العكس من  دورها في إبطاء التكاثر الطبيعي للخلايا. يمكن أن يؤدي حدوث طفرة في هذه الجينات إلى تعطيل أو تقليل وظائفها، مما يؤدي أيضًا إلى تحفيز التكاثر غير طبيعي للخلايا.
  • الجينات التي تسمح للخلية بإصلاح حمضها النووي عند تلفه: ويلعب نقص هذه الجينات دورًا رئيسيًا في ظهور السرطانات.
   يعرف العلماء حاليا أكثر من مئة نوع من الجينات الورمية والجينات الكابحة للورم بالإضافة إلى العديد من جينات إصلاح الحمض النووي، ويمكن أن تؤدي الأبحاث الجارية على بعض هذه الجينات إلى اكتشاف طرق أخرى جديدة للعلاج مرض السرطان.
الكتب المرجعية:
American Cancer Society. (2021). Cancer Facts & Figures 2021.
Weinberg, R. A. (2014). The biology of cancer. Garland Science.
Hanahan, D., & Weinberg, R. A. (2011). Hallmarks of cancer: the next generation. Cell, 144(5), 646-674.
المواقع المرجعية:
طابعة المقال
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -