أخر الاخبار

دليل موجه للأشخاص المصابين بداء السرطان وأقربائهم

دليل موجه للأشخاص المصابين بداء السرطان وأقربائهم 

ما هو السرطان؟

 يشرح المقال الأسباب والأعراض وطرق التشخيص والعلاج والآثار الجانبية والنفسية والاجتماعية، بما في ذلك التحديات الشخصية والأسرية والاجتماعية.
كلمات مفتاحية: السرطان، خطورة، أسباب، أعراض، تشخيص، علاج، جراحة، أشعة، كيماوي، آثار جانبية، اضطرابات نفسية، تحديات، أسرية، اجتماعية.

    عكس ما اعتقد الكثير سابقا، السرطان ليس بمرض وراثي، و لا بمرض معد، ولفهم داء السرطان من الضروري معرفة أن مختلف الأنسجة التي تكون جسم الإنسان تتكون من مجموعة من العناصر المجهرية ، تسمى الخلايا.
    تكاثر الخلايا هو الذي يضمن النمو ابتداء من المرحلة الجنينية إلى سن الرشد، إذن يوجد هناك انسجام وتناسق يحول دون التكاثر العشوائي للخلايا.
    في بعض الأحيان يمكن لهذا التوازن أن يختل، وبذلك تصبح بعض الخلايا لها قدرة خطيرة على التكاثر بلا نهاية، الشيء الذي يعطي البداية لداء السرطان.

فيما تكمن خطورة السرطان؟

    الخلايا السرطانية تتضاعف، تكتسح وتدمر الأنسجة المجاورة. بالإضافة إلى ذلك لها خاصية الانفصال عن الورم الأم و الانتقال إلى مختلف أعضاء الجسم عن طريق الدورة الدموية: نتحدث آنذاك عن الانتشار السرطاني ( Métastases).

ما هي أسباب مرض السرطان؟

    لا تزال الأسباب المؤدية إلى مرض السرطان مجهولة إلى حد ما، ولكننا نعرف اليوم أن هناك بعض العوامل التي يمكن أن تساعد على ظهوره مثل:
  • التدخين (بما في ذلك التدخين السلبي )
  • التعرض للإشعاع (في مجال العمل أو الحوادث النووية)
  • طبيعة الغذاء(خاصة الدهون والكحول التي تأهب لسرطان الأمعاء والمعدة )
  • كما أثبتت الأبحاث أن هناك دور للوراثة في بعض الأورام (مثل أورام شبكية العين، ولكنها لا تعتبر سبب رئيسا)
  • وقد لوحظ آن الإصابات تقل في مكان وتزيد في مكان أخر حسب التوزيع الجغرافي.
    وينبغي أن نعلم أن هذه الأسباب لا تشرح جميع حالات السرطان، كما لا تشرح بأية حال لماذا الشخص الفلاني حصل له أو لم يحصل له ورم, ففي العادة يتساءل المرضى وأقاربهم لماذا أصيبوا هم , أو الشخص العزيز لديهم بالورم السرطاني ولا يهمهم لماذا تصيب الأورام الناس . لذلك يصعب على الأطباء أن يجيبوا عن تساؤلات المرضى وأقاربهم بالدرجة التي تشفي غليلهم. على كل نستطيع أن نقول بجزم أن مشيئة الله أرادت لهذا الشخص أو ذاك أن يصاب بالورم، ونترك التساؤلات التي لا فائدة منها جانبا, والتي يمكن لها أن تجلب الضرر للمصاب من حيث إثارتها لمشاعر الشعور بالذنب. نعم هناك حالات معينة من الأورام نستطيع أن نستفيد من معرفة الأسباب المؤدية لها، فمثلا عندما يصاب شخص مدخن لسنوات طويلة بورم في الرئة نستطيع أن تقول إن الورم ربما حصل بسبب التدخين، وربما يستفيد بعض المدخنين من أقارب المريض أو غيرهم من هذه العبرة ويبتعدوا عن التدخين.

ما هي أعراض مرض السرطان؟

لا توجد للسرطان أعراض مميزة، وقد تخلو المرحلة المبكرة لهذا المرض منها تماما، إلا أن هناك بعض المؤشرات التي يجب الانتباه إليها والتوجه فورا للطبيب أو لمركز علاج السرطان عند ظهورها وهذه بعض الأمثلة:
  • الأورام التي تظهر في أي مكان من الجسم مثل الثدي أو على الجلد, وخصوصا إذا استمرت في النمو لمدة أكثر من أسبوعين، ومعظم هذه الأورام لا يصحبها ألم
  • ظهور أورام ملونة على الجلد مع أو بدون تغير من حيث الحجم
  • القروح التي ليس لها سبب واضح ولا تستجيب للعلاج العادي لمدة أسبوعين
  • النزيف الدموي من فتحات الجسم، مثل الأنف والفم وفتحات مجرى البول أو الشرج أو من الرحم
  • الإفرازات غير العادية من فتحات الجسم وخصوصا ذات الرائحة الكريهة
  • فقدان غير متوقع في الوزن
  • تغير العادات مثل: صعوبة في البلع أو سوء الهضم أو اضطراب في الأمعاء مثل الإسهال أو الإمساك المستمر، أو بحة مستمرة في الصوت أو سعال يستمر أكثر من أسبوعين بالرغم من العلاج العادي.
    ويجب أن نشير هنا على أن أي من هذه العلامات لا يدل على الإصابة بداء السرطان بالضرورة، و مع ذلك فلا بد من الحيطة والفحص الدوري والمبكر لتفادي الخطر في مهده, فهو البديل الوحيد نحو صحة سليمة وعلاج ناجع وفعال, ولهذا فبعض شعارات منظمة السرطان العالمية هو (حارب السرطان بالفحص المبكر). واعلم دائما أن الوقاية خير من العلاج.

كيف يتم تشخيص السرطان وتحديد الأمكنة المصابة به؟

    للتأكد من صحة التشخيص، نقوم بتحليل النسيج المشكوك فيه، وذلك باقتطاع نسيج من الورم لدراسته في المختبر.
بمجرد معرفة طبيعة الخلل السرطاني يقوم الطبيب بمجموعة من الاختبارات لمعرفة درجة توسع الداء موضعيا محيطيا وكذلك عن بعد، مما يسهل إعطاء العلاج المناسب.
الانتشار المحلي:
    الورم يمكن له أن يضغط، يكتسح أو يدمر النسيج المجاور. ويمكن أن يكون توسعه من نواهي استعمال الجراحة.
يرتبط التوسع بمميزات الورم، هل هو ثابت أم متحرك، وبطبيعة النسيج المجاور ووظائفه.
التوسع اللمفاوي:
    هو نوع من الاكتساح الجد منتشر، ولذلك يجب القيام بفحص دقيق للمسارات العقدية (الولسيس) المجاورة للمكان الذي يسيطر فيه الورم.
التوسع عن بعد:
      يتم عن طريق الدم، فالدورة الدموية تمكن من نقل الخلايا السرطانية وتثبيتها في مختلف الأعضاء البعيدة عن موقع الورم الأم.
بمجرد ما ننتهي من الكشف عن مختلف توسعات الورم، يتم تصنيف هذا الأخير حسب حجمه، وطبيعة اكتساحه (عقدي أم لا)، ونوعيته النسيجية.

ما هو علاج داء السرطان؟

    من المعلوم أن علاج السرطان عرف تطورا هاما خلال الآونة الأخيرة، و يختلف هذا العلاج من شخص إلى أخر حيث إنه لا يوجد علاج عام صالح لجميع الإصابات، و على العموم تبقى هناك ثلاث أسلحة تمكن من محاربة هذا الداء و هي: الجراحة، العلاج الكيماوي و العلاج بالأشعة. ويتطلب اختيار العلاج تشاورا مع المختصين.
الجراحة:
    لا تعتمد على إزالة المنطقة الورمية فقط، بل كذلك النسيج المجاور، وكلما كانت مساحة الاستئصال مهمة كلما قل خطر عودة السرطان للنمو من جديد.
العلاج بالأشعة:
    تحدث الإشعاعات الأيونية ضررا غير رجعي على مستوى الجزيئات التي تشكل نوايا الخلايا مما يجعلها غير قادرة على الانقسام وبالتالي تموت.
    وغالبا ما يكون العلاج الإشعاعي مصحوبا بالجراحة أو العلاج الكيماوي.
العلاج الكيماوي:
    يرتكز هذا العلاج على استعمال أدوية ترمي إلى تدمير الخلايا السرطانية أو الحيلولة دون إنتاجها. وإذا كان هذا من ايجابية العلاج الكيماوي فإن من سلبياته تدمير الخلايا السليمة أيضا.
    يمكن للعلاج الكيماوي القضاء على الخلايا الخبيثة رغم وجودها البعيد عن الورم الأم، كما يمكنه أن يستعمل مع العلاج بالأشعة، لينقص من حجم بعض الأورام الخبيثة الشيء الذي يمكن من استئصالها تماما بالجراحة.

هل لعلاج داء السرطان أعراض ثانوية؟

    بما أن العلاج الكيماوي أو العلاج بالأشعة يؤثران على الخلايا السرطانية فإن لهما آثرا كذلك على الخلايا السليمة وهذا ما يفسر صفتهما المسممة.
سلبيات العلاج بالأشعة:
    يمكن أن نصنف هذه السلبيات إلى ردود فعل فورية وأخرى بعيدة المدى.
ردود الفعل الفورية:
    تنقسم بدورها إلى نوعين: عامة وموضعية.
ردود الفعل العامة:
    يمكن أن نسميها "ضرر الإشعاع" و هي تتمثل في حالة العياء، الغثيان ، صداع الرأس، و التقيؤ ، هذا الأخير يمكن أن يزيد من حدة نفور المريض من بعض المأكولات ويصادف هذا غالبا إذا كان الإشعاع مسلطا على منطقة الصدر أو البطن ، وغالبا ما تظهر هذه الأعراض خلال الحصة الأولى من العلاج كما أنها يمكن أن تستمر أياما بعد نهايته.
    هناك كذلك الاختلالات الدموية التي ترتبط بحجم النخاع العظمي المعرض للإشعاع، وبالأساس على الكريات البيضاء.
ردود الفعل الموضعية:
أثار جلدية: تظهر خلال الأسبوع الثالث من العلاج، و هي تختلف حسب حساسية المريض, و كذا ضعف بعض المناطق من الجسم (الطيات الجلدية، أخاديد تحت الثدي وتحت الإبط ), و قليلا ما تصل هذه الإصابة إلى التهاب باطن الجلد أو تقرحه, و غالبا ما تنحصر هذه الإصابة في الطفح الجلدي الناتج عن الحكة الشديدة ، ويمكن للعلاجات الموضعية أن تخفف من ذلك باستعمال بعض المرهمات مثلا
على مستوى البلعوم: هناك عسر في البلع، مما يحتم على المريض أخذ مضمدات أو مسكنات الألم الموضعية أو العامة، وظهور بعض الالتهابات مع السعال والنخامة، والتي تستلزم أخذ مضادات السعال والمنخمات، وفي بعض الأحيان مضادات حيوية
على مستوى الأمعاء: إحساس بالآلام مع الإسهال
ردود الفعل البعيدة المدى:
    إن تعرض الطفل للأشعة يمكن أن يحول دون نموه الطبيعي، وفي هذه الحالة فإن دواعي استعمال هذه الأشعة، كمياتها، وكذلك المنطقة المعرضة لها تأخذ بعين الاعتبار هذا الخطر.
    وقد يظهر سرطان أخر على مستوى المنطقة المعرضة للأشعة، لكن خطر الإصابة به قليل.
    كما يمكن أن تلاحظ اختلالات على مستوى بعض الأعضاء (العقم أو تورم الليف الرئوي...). لكن هذا مرتبط دائما بالمنطقة المعرضة للأشعة وكذا المقادير المستعملة.
 الآثار الجانبية للعلاج الكيماوي:
    من بين الآثار المباشرة للعلاج الكيماوي: الغثيان، التقيؤ، التهاب غشاء الفم، تآكل المخاطة الهضمية، فقدان الشهية، فقدان الوزن، اضطرابات هضمية (الإسهال أو الإمساك)، تساقط الشعر، الحساسية الجلدية، توقف إنتاج خلايا الدم (Aplasie)، هذا الأخير قد يؤدي إلى:
  • مضاعفات تعفنية متعلقة بانخفاض إنتاج الكريات البيضاء (انخفاض المناعة)
  • مضاعفات ناتجة عن قلة إنتاج الكريات الحمراء (فقر الدم)
  • مضاعفات ناتجة عن قلة الصفيحات الدموية (النزيف الدموي).
    وقد تظهر في بعض الأحيان مضاعفات على مستوى القلب، الكلية والجهاز العصبي، وترتبط حدتها بطبيعة وكمية الأدوية المستعملة.

ما هي الاحتياطات التي يجب اتخاذها للتخفيف من حدة هذه الأعراض الجانبية؟

فقدان الوزن:
    من الطبيعي أن مرضى داء السرطان يعانون من فقدان الشهية وفقدان الوزن، وذلك راجع إلى عدة أسباب، من بينها:
الأعراض الثانوية للعلاج، كالقلق، الألم، الإحساس بالانهيار وتأثير المرض نفسه.
الحاجيات الغذائية والطاقية التي يتطلبها جسم المريض من جهة، وانعدام الشهية لديه من جهة أخرى.
     ولتفادي هذا المشكل ينصح المريض بما يلي:
  • أخد الكمية الكافية من الأكل ولمرات متعددة في اليوم، خصوصا عند شعوره بالجوع
  • أخد بعض الأكلات الخفيفة بين الوجبات
  • اختيار المواد الغذائية الغنية بالسعرات الحرارية
  • اختيار الوجبات الغنية بالبروتينات: مثل الحليب، الجبن، الجوز، اللحوم والبيض...
الغثيان والتقيؤ:
    الغثيان والتقيؤ يمنعان من تخزين العناصر الغذائية والطاقة التي يكون المريض في أمس الحاجة لها، ولذلك ينصح بإتباع التعليمات التالية:
  • إعطاء المريض الأدوية ضد الغثيان، والمقترحة من طرف الطبيب واستشارته عند الضرورة
  • أخد الكثير من السوائل في اليوم لتفادي الاجتفاف
  • أخد المأكولات القليلة النكهة: المأكولات المعطرة يمكن أن تزيد من حدة الغثيان
  • اجتناب المأكولات الدسمة والتي تحتوي على كمية كبيرة من التوابل والسكريات
  • تجنب أخد المأكولات المحببة عند المريض أثناء الشعور بالغثيان لأن هذا يمكن أن يسبب له نفورا منها لمدة طويلة.
التهاب الفم والحلق:
    إن التهاب الفم والحلق غالبا ما يكون سببه التداوي بالإشعاع أو العلاج الكيماوي أو بعض الأدوية، ويمكن تفادي هذا المشكل بإتباع الاقتراحات التالية:
  • إعلام الطبيب المعالج عن مشكل الالتهاب، فهو الذي يمكنه أن يصف لك دواء يخفف من حدته
  • تنظيف الفم دائما بمحلول بكربونات الصوديوم والماء عدة مرات في اليوم
  • اختيار المأكولات السهلة المضغ والبلع.
اجتفاف الفم:
    إن الأشعة التي يتعرض لها المريض على مستوى الرأس والعنق يمكن أن تغير من طبيعة وحجم اللعاب المفرز، وهذا ما قد يؤدي إلى اجتفاف الفم، لذا ينصح بالإرشادات التالية:
  • ترك قارورة بجانب المريض تحتوي على مشروبه المفضل، ليرطب فمه كلما احتاج إلى ذلك
  • تنظيف ومضمضة الفم بالماء عدة مرات في اليوم
  • أخذ الكثير من السوائل خصوصا مع الوجبات لتسهيل عملية البلع
الإسهال:
    هناك مجموعة من العوامل يمكنها أن تكون سببا في إصابة المريض بالإسهال، من بينها العلاج بالأشعة، العلاج الكيماوي أو بعض الأدوية الأخرى. لذلك يجب العناية بتغذية المريض، لأن الإسهال يمكن أن يسبب الاجتفاف، ومن أجل تفادي هذا المشكل ينصح بإتباع ما يلي:
  • إعطاء المريض كمية مهمة من السوائل لتعويض ما ضاع من جسمه، على شكل مياه معدنية، عصائر أو مشروبات
  • إذا استمرت مدة الإسهال أكثر من يومين ينصح بإخبار الطبيب
  • في بعض الأحيان يمكن للحليب ومشتقاته أن يزيدا من خطورة الوضع لذلك يجب الابتعاد عنها كليا أو التقليل من استهلاكها
القبط والإمساك
    قد تكون بعض الأدوية سببا في الإمساك مثل مضادات الألم، المهدئات ومضادات السرطان وكذا الأغذية الفقيرة من الألياف، زيادة على قلة الحركة، لذالك ينصح بمايلي:
  • إخبار الطبيب عن المشكل حتى يتمكن من مساعدتك على تخطيه
  • تشجيع المريض على تناول المأكولات الغنية بالألياف كالخضر، الفواكه واللحوم
  • تشجيع المريض على القيام ببعض الحركات الرياضية كالمشي والجري والقيام بالنزهات.

هل الزوار عليهم واجبات؟

        إن أغلب المرضى الذين يعالجون ضد السرطان مصابون بأمراض تقتضي من الجميع أن يحترم بعض المبادئ الأساسية:
  • يجب ألا يتعدى عدد الزائرين واحد أو اثنين، لأن كثرة الزوار تعرض المريض للإصابة بأمراض تعفنية خطيرة نظرا لضعف مناعته
  • يجب الاحتياط مما يأتون به من المأكولات. فكل المأكولات يجب أن تكون نظيفة نظافة تامة وجيدة الطبخ، أما فيما يخص الحليب فينصح باقتناء الحليب المعقم وليس المبستر، وأن يتأكد الفرد عند اقتنائه لمشتقات الحليب أن البائع قد حافظ عليها طول الوقت في الثلاجة
  • يجب غسل الأيدي بالصابون قبل تقديم الأكل للمريض، وتفادي الجلوس على سريره، كما أنه لا يجب ترك المأكولات مدة طويلة بجانب المريض وخاصة الحليب ومشتقاته.

ماهي الآثار النفسية والاجتماعية لمرض السرطان؟

    تشبه الاضطرابات النفسية التي يعيشها المصاب بداء السرطان تلك التي تتركها الصدمة، حيث يمر بنفس أطوارها:
 طور الإنكار وعدم التصديق (أول أسبوع).
 طور الحسرة والحداد والانفعال الشديد (أسبوعين).
    ويمكن ملاحظة ثلاث فترات رئيسية من المشاعر في هذا الطور:
  • فترة القلق والخوف: تمتد المشاعر هنا من التوتر والانفعال لتصل إلى أقصى درجات الفزع 
  • فترة الحزن: ويبدأ من مشاعر الحسرة والضيق ليصل إلى مستوى الاكتئاب الكامل..
  • فترة الغضب: وقد يكون الغضب موجها ضد الذات أو الآخرين أو الظروف.

طورالمساومة والتقبل (شهر).

    حيث تتحول المشاعر من العموميات إلى المسائل العملية من قبيل الورم - كبير/ صغير -,- منتشر / غير منتشر - ومن قبيل البحث عن إمكانية العلاج المتاحة.
طور التعايش والتكيف (شهر...).
    وهو أن يعيد الإنسان رسم حياته مع مراعاة التغيرات الحاصلة على نمط عيشه، وهناك نوعان من التكيف:
  • الايجابي بمعنى القدرة على المواجهة والتصدي للبحث عن الحلول والبدائل
  • السلبي بمعنى الهرب
    تعتمد قدرة الإنسان على التكيف إيجابا أو سلبا على عدة عوامل:
  • عوامل داخل الإنسان، تتعلق بشخصية الفرد وتكوينها الجيني والبيئي والروحاني، فما قد يشكل ظرفا مستحيلا لشخص قد لا يبدو كذلك لشخص آخر
  • عوامل متعلقة بإمكانياته المادية و مسؤولياته: حيث لا يستوي رد فعل المتمكن ماديا والذي يملك من المصادر والأرصدة مما يساعده على مواجهة مصاريف علاجه، مع من يضطر للاستدانة أو لمواصلة العمل المضني لتسديد هذه المصاريف
  • عوامل متعلقة بشبكته الاجتماعية، فمن له أهل وأصدقاء يقفون ويتقاسمون معه الكثير من الهموم وأداء المسؤوليات, ليس كمن يضطر إلى مواجهتها منفردا وتحمل الأعباء والمسؤوليات وحيدا
  • عوامل متعلقة بالمجتمع، فبعض المجتمعات تتوفر فيها التأمينات الاجتماعية والخدمات الصحية المتقدمة مما يساعد الأفراد على مواجهة مشاكلهم، في حين أنه بمجتمعات أخرى يضطر الأفراد إلى السفر بعيدا طلبا للعلاج وعلى نفقتهم الخاصة.

كيف تنشأ الاضطرابات النفسية للسرطان؟

    تنشأ المشاكل النفسية من عدة عوامل تعمل متظافرة أو منفردة ومن أبرزها:
الإحساس بالفقد:
  • فقدان الحياة: فكثيرا ما كان ينظر إلى السرطان على انه حكم محقق بالموت
  • فقدان الصحة: تتدهور صحة المريض بدرجات متفاوتة، ولا يعود قادرا على ممارسة النشاط المعتاد
  • فقدان الدور: يتراجع بذلك الدور الحياتي الذي يؤديه المريض - باعتباره أبا أو أما... -
  • فقدان السيطرة: يفقد المريض سيطرته على مقدرات حياته، ويصبح جزءا كبيرا منها يخضع لمقتضيات المرض أو العلاج
  • فقدان الاستقلالية: يتبع فقدان السيطرة حيث يزداد اعتماد المريض على الآخرين
    تتفاعل هذه العناصر داخل نفسية المصاب، فيحاول استنفار كل طاقته وشبكته الاجتماعية لمواجهة ذلك، ويتجلى رد فعله على الفقد بمشاعر الحزن التي قد يتجاوز الحزن العادي، ليصل إلى حالة الاكتئاب المرضي.
عدم الأمان:
    هو العيش في أجواء غياب اليقين وعدم الثقة و الخوف من الخطر الداهم و المستقبل المجهول أضف إلى ذلك ردود فعل العائلة اتجاه المرض- حداد مبكر, حماية زائدة...-, و يتولد عنه الإحساس بالقلق والتوتر الذي يمتد من الخوف العادي ليصل إلى أقصى درجات الفزع المرضي بأعراضه النفسية والجسدية.

 ماهي التحديات التي يضطر المريض إلى مواجهتها والتعامل معها؟

  • الحفاظ على النشاط والفاعلية والاستقلالية
  • التكيف مع مضاعفات العلاج وأعراضه الجانبية
  • تقبل المرض والاحتفاظ بنظرة إيجابية
  • فهم المعلومات الطبية
  • التحكم والسيطرة على المشاعر
  • إيجاد الدعم
  • التأمل بقلل من القلق والتوتر

المواقع المرجعية:

"The Biology of Cancer" by Robert Weinberg
"The Emperor of All Maladies: A Biography of Cancer" by Siddhartha Mukherjee
"Cancer: Principles and Practice of Oncology" by Vincent T. DeVita Jr. et al.
"Cancer as a Metabolic Disease: On the Origin, Management, and Prevention of Cancer" by Thomas Seyfried

المواقع المرجعية:

American Cancer Society (https://www.cancer.org/)
National Cancer Institute (https://www.cancer.gov/)
Mayo Clinic (https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/cancer)
طابعة المقال
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -